50 قِصَّة رُعب قَصيرة جدًّا
ترجمة: هشام فهمي.
1. علَّمتني جدَّتي أنها هِبَة أن أرى ملاك الموت واقفًا أمام أحد البيوت، لأني أعرف عندئذٍ الشخص التالي الذي سيحصُد روحه. أنا أيضًا حسبتها هِبَة.. حتى جاء اليوم الذي رأيتُ فيه ملاك الموت واقفًا أمام كلِّ بيوت حيِّنا.
2. اعتدنا لسنواتٍ على الأصوات الخافِتة وخطوات الأقدام التي تُصدِرها أشباح الأطفال الساكنة في بيتنا الريفي القديم.. ثم إن الأصوات كلها قد توقَّفت تمامًا ذات يومٍ.. وليتنا عرفنا وقتها أن هذا تحذير لنا بالرحيل حالاً.
3. تريلر، ڤويس أوڤر: ”روب شنايدر مدير تنفيذي كبير في وول ستريت وكلُّ شيءٍ في حياته في أفضل حال.. المشكلة أنه على وشك أن يُدفَن حيًّا مع وحشٍ مخيف! في هذا الفيلم الكوميدي الذي يحبس الأنفاس من فرط الرُّعب، سيتعلَّم البطل أنه من الممكن أن يصير أسخف الممثَّلين وأقبح الوحوش أفضل الأصدقاء على الإطلاق! «رفاق القَبر!».. صيف 2014.“
4. أسمعُ صرخة ابني، فأهرعُ إليه في الطَّابق العلوي. أحاول أن أُطَمئِنه وأجعله يخلد إلى النوم من جديد، لكنه لا يُصدِّقني.. لعل السبب أنه يرى المخلوق الذي هُرِع ورائي إلى الغُرفة.
5. العنوان الرئيس في صُحُف الصباح: "وفاة چورچ ر. ر. مارتن مؤلِّف "أغنيَّة الجليد والنَّار" قبل كتابة نهاية السلسلة"
• كان ردُّ چورچ ر. ر. مارتن على هذا النوع من الدعابات (والتساؤلات الجادَّة التي طرحها مُتابعون كثيرون للسلسلة، من حيث ماذا لو...؟) ببساطة هو: "فَك يو!".
6. أحرقتُ الدُّمى رغم بكاء أطفالي. إنهم لا يُدرِكون سبب خوفي، لأنهم يحسبون أنه أنا الذي يُحرِّك الدُّمى في غُرفتهم كلَّ ليلة.
7. أجدُ صعوبةً في كتابة هذه الجُملة من خِطابي العاطفي.. خصوصًّا أنها لا تكف عن الحركة، ولأن السِّكِّين ليس حادًّا بما يكفي، ولأنه لم تعُد هناك مساحة كافية من الجِلد على وجهها أخطُّ رسالتي عليها.
8. بتردُّدٍ بدأتُ أتصفَّح موقعًا على الإنترنت مليئًا بصُورٍ لي وأنا نائم، وأدركتُ أنه في كلِّ لقطةٍ جديدة يدنو مُصَوِّري الغامض من فِراشي أكثر فأكثر.. الصورة المرفوعة ليلة أمس تُظهِر يده وقد رفعت لحافي عني.
9. مشكلة التسلُّل إلى خارِج المنزل بعد أن عاقبك أبواك بالحبس في غُرفتك، أنهما لن يعرفا أين يبحثان عنك أبدًا.. وعندما يعثرون على هذا الكهف أخيرًا ستكون قد لفظتَ آخِر أنفاسك بالفعل.
10. الضوء يتراقَص في المصابيح.. وأدفنُ رأسي في الوسادة كي لا أسمع الصراخ هذه المرَّة.
11. لأني نشأتُ في بيتٍ فيه الكثير من الكلاب والقِطَط، فقد اعتدتُ على صوت الخَدْشِ على بابي ليلاً.. أما الآن وقد صِرتُ أقيم وحيدًا، فالصوت أكثر إزعاجًا بكثير.
12. تقول أختى إن أمي قتلتها.. تقول أمي إن لا أخت لي.
13. ليتني أستطيع أن أتذكَّر من يكون هؤلاء الذين يقولون لي إنني مصابٌ بشيءٍ اسمه ألزهايمر.
14. عندما أطبقتُ على يدها في الأعماق المُظلِمة أخيرًا وبدأتُ أرتفع بها إلى أعلى، لم يخطُر لي أن الجليد يتجمَّد على السَّطح بتلك السرعة.
15. آخر شيءٍ رأيته هو المنبِّه يشير إلى 12:07، قبل أن تغرِس أظفارها الطويلة المتعفِّنة في صدري ويدها الأخرى تكتم صرخاتي.. أنتفضُ من نومي شاعرًا بالراحة لكونه مجرَّد كابوس، لأرى المنبِّه يشير إلى 12:06 وأسمع صرير الباب.
16. منذ سنواتٍ ظَهَرَ مقعد وحيد في منتصف القبو، ومهما وضعته في الرُّكن كان يعود إلى المنتصف من جديد.. استغرقتُ وقتًا طويلاً حتى لاحظتُ أنه يقع تحت مائدة غُرفة الطعام مباشرةً، كأن أحدًا اعتاد مُشارَكتنا الجلوس أثناء الأكل.
17. اليومَ عرفتُ أنني إدجار آلان پو.
18. «أعتذِر عن سؤالي الوقِح يا عزيزتي.. لكن لماذا تُلقين ظِلَّين؟»
19. أتعرف تلك الرَّعشة الغريبة التي تجتاح جسمك كله أحيانًا وأنت تغيب في النوم؟ لو كانت هناك كاميرا مُصوَّبة إليك، ورأيت ما التقطَته في تلك اللحظة، فلن تنام ثانيةً أبدًا.
20. تتكلَّمان عن مُسلسَلاتكما التليفزيونيَّة المُفضَّلة.. فتقول هي إنها تكره Breaking Bad وتحب Sex and the City.
21. بالأمس قال لي أبواي إنني كبرتُ جدًّا على مسألة أن تكون لي صديقة تخيُّليَّة.. اليوم صباحًا وجدوا جُثَّتها.
22. لم تنجَح الجراحة بالشَّكل المفهوم بما أن بصري لم يعُد لي، لكنها على الأقل تركتني ولديَّ القُدرة على تمييز الأثر الحراري لكلِّ شخص.. ثلاثة أسابيع مرَّت وما زلتُ لا أدري كيف أقول لأخي إنه لا يُصدِر أيَّ حرارةً على الإطلاق.
23. بعد سنواتٍ طويلةٍ جدًّا من العيش وحيدًا في هذا المنزل الرَّحِب أدركتُ شيئًا على حين غِرَّة.. لقد أغلقتُ في هذا المنزل أبوابًا أكثر بكثير مما فتحتُ!
24. إنه يُراقِبني منذ ساعات.. أحيانًا ألمح النَّزر اليسير من انعكاسه على شاشة الكومپيوتر، لكني لا أجرؤُ على الالتفات.
25. بعد محاولاتٍ يائسةٍ لتحريك أيِّ جزءٍ من جسده المشلول كي يُنبِّه أيًّا من الأطباء أو المُمرِّضات لأنه واعٍ قبل أن يفتحوا بطنه، رأى أن مُمرِّضة لاحظت أن بؤبؤيَّ عينيه يتحرَّكان، فمالت عليه هامسةً: أتحسب أننا لا نعرف أنك مستيقِظ؟
26. اليوم 42 منذ توقَّفت الصراصير عن البيات الشتوي.
27. إنهم يسكنون في الضوء، هو سِرُّ قوَّتهم وتفوُّقهم علينا.. وكي نقضي عليهم يجب أن تعود الأرض إلى عصر ظلامٍ جديد.
28. يقولون إن ممارَسة الابتسام أمام المرآة تجعل منك شخصًا أسعَد.. ليت انعكاسي يوافِقني على ذلك.
29. اليوم توقَّفت السِّكَّة الحديد عن العمل.. ثمَّة شيء ما في الأنفاق.
30. لا أخاف المقابر، فهي المكان الوحيد الذي لا تُطارِدني الأشباح فيه.
31. شعرَت بلفح ألسنة اللهب وهي تلتهم البيت الوحيد الذي عرفته.. وعندما خفت الصراخ ابتسمت لنفسها وقد صارت وحيدةً أخيرًا.
32. أترك صغيرتي تنام في سريري ليلاً، فما زلت أحب احتضانها على الرغم من رائحة جسدها الذي بدأ يتعفَّن.
33. افترضتُ عندما اشترينا المنزل أن الخدوش على باب القبو من الداخل كان مصدرها كلب.. هذا الصباح وجدتُ عددها وقد تضاعَف.
34. علِّق المرايا مرَّة أخرى.. إننا نفتقِد مراقبَتك.
35. جاء إلى بابي قُرب الغروب، ووضع يده الباردة على يدي وهمس أنه "رآه"، ثم خرَّ ميَّتًا.. المشكلة أننا ما زلنا لا ندري كيف غادَر المشرحة.
36. اكسر واحدةً من تلك الدُّمى المصنوعة من الپورسلين، وستجد بداخلها عظام رضيعِ جهيض مع بقايا الدُّود الذي مات جوعًا.
37. فكَّرتُ وهو يُقيِّدني إلى قضبان القطار أنني لست في مأزقٍ كبيرٍ حقًّا، فهذا الخط لم يعُد مُستعمَلاً منذ سنوات.. ثم إنه ابتسم وقال وهو يبتعد: بالضبط، لم يعُد أحد يأتي هنا على الإطلاق.
38. أستيقظُ فأشعرُ أن ثمَّة شيئا ما على غير ما يرام.. أنظرُ من النافذة لأرى الجميع واقفين يُحدِّقون في منزلي.
39. خُذ مرآة كبيرة نظيفة وقِف ثابتًا تمامًا لمدَّة دقيقتين وأنت تنظر في عينيك مباشرةً.. بعد مُدَّةٍ ستبدأ في الاعتقاد أن شخصًا غيرك يرمقك من الجانب الآخر.. وهذا صحيح تمامًا.
40. من كان يتخيَّل أن شخصيَّات المسلسل تتوقَّف عما تفعله وترمقني في ثباتٍ كلما أدرتُ ظَهري للشاشة، على الرغم من استمرار الحوار كما هو؟ الأكثر مدعاةً للرُّعب حقًّا أنه مسلسل كوميدي.
41. أني دُفِنتُ حيًّا، فهذا سيئ بما يكفي.. أني وجدتُ أنني لستُ وحيدًا في قبري، فهذا أسوأ بما لا يُقاس.
42. لطالما أحببتُ صورة جدَّتي هذه.. لكن لماذا تبدو كأنها تقترب أكثر من الكاميرا كلما نظرتُ إليها؟
43. اكتملت آلة الزمن، لكن هناك خطأ بسيطًا.. اكتملت آلة الزمن، لكن هناك خطأ بسيطًا.. اكتملت آلة الزمن، لكن هناك خطأ بسيطًا..
44. أنتِ آخر امرأة على وجه الأرض وتطرُقين على الباب.. لكن الرجل بالداخل لا يفتح.
45. عندما تكون وحدك تمامًا المرَّة القادمة، أريدك أن تُرهِف سمعك وتُصغي جيدًا.. عندما تتوقَّف الأصوات، فاعرف أنهم انتبهوا لك.
46. كان حضور جنازته اليوم مخيفًا بحق.. لعل السبب هو الصرخات المكتومة المستمرَّة التي سمعتها، أو القلق من أن يُلاحِظ أحدهم بقايا التراب تحت أظفاري.
47. كان يستحق سُمعته كأمهر جرَّاحٍ في العالم فعلاً، فبين يدين أقل موهبةً لكنتُ قد متُّ منذ أسابيع وفررتُ من انتقامه.
48. تجاهلتُ صوت طرقات أخي على الباب وهو يُطالِبني بأن أسمح له بالدخول.. تجاهلتُها وأنا أرمقه نائمًا في سريره في غُرفتنا.
49. من الصعب محارَبة تلك الحاجة المُلحَّة إلى إيذاء نفسي.. راحتي الوحيدة في معرفتي أنني أستطيع إيذاء تلك الفتاة في حقيبة سيَّارتي بدلاً من ذلك.
50. تشي آثار الوحل على أقدام كلبي بأنه كان في المقابر مُجدَّدًا.. وتشي آثار الأقدام في الردهة بأنه لم يعُد وحده، لكن بلطتي معي هذه المرَّة.
51. تمدَّدتُ في فِراشي في ليلتي الأولى في بيتي الجديد.. وبدأتُ أغيب في النوم شاعرًا بالراحة والاطمئنان، عندما همس صوتٌ إلى جواري على الفِراش: متى فقدت بصرك؟
52. نظرتُ في عينيها وقلتُ إنني أحبُّها، ثم وضعتُ العينين بوعائهما الزجاجي على الرَّف مرَّة أخرى.
53. لا شيء يُعادِل وقع مئاتٍ من الأقدام الصغيرة التي تتحرَّك نحوك بمنتهى الثِّقة.. إنهم خارج الباب، ولسوف يخنقونك خنقًا ما لم تستيقِظ الآن.. الآن! استيقِظ الآن!
54. حاضر يا أمي، سأخلُد إلى النوم ولن أتكلَّم عن الرجل الذي يسكن خزانتي بعد الآن.. إنه ذاهبٌ إلى غُرفتك على كلِّ حال، أليس كذلك يا سيدي؟
55. لم يذكُر أيٌّ من الأطباء أنني سأشعر باليد التي بتروها تخنقني كلَّ ليلة.
1. علَّمتني جدَّتي أنها هِبَة أن أرى ملاك الموت واقفًا أمام أحد البيوت، لأني أعرف عندئذٍ الشخص التالي الذي سيحصُد روحه. أنا أيضًا حسبتها هِبَة.. حتى جاء اليوم الذي رأيتُ فيه ملاك الموت واقفًا أمام كلِّ بيوت حيِّنا.
2. اعتدنا لسنواتٍ على الأصوات الخافِتة وخطوات الأقدام التي تُصدِرها أشباح الأطفال الساكنة في بيتنا الريفي القديم.. ثم إن الأصوات كلها قد توقَّفت تمامًا ذات يومٍ.. وليتنا عرفنا وقتها أن هذا تحذير لنا بالرحيل حالاً.
3. تريلر، ڤويس أوڤر: ”روب شنايدر مدير تنفيذي كبير في وول ستريت وكلُّ شيءٍ في حياته في أفضل حال.. المشكلة أنه على وشك أن يُدفَن حيًّا مع وحشٍ مخيف! في هذا الفيلم الكوميدي الذي يحبس الأنفاس من فرط الرُّعب، سيتعلَّم البطل أنه من الممكن أن يصير أسخف الممثَّلين وأقبح الوحوش أفضل الأصدقاء على الإطلاق! «رفاق القَبر!».. صيف 2014.“
4. أسمعُ صرخة ابني، فأهرعُ إليه في الطَّابق العلوي. أحاول أن أُطَمئِنه وأجعله يخلد إلى النوم من جديد، لكنه لا يُصدِّقني.. لعل السبب أنه يرى المخلوق الذي هُرِع ورائي إلى الغُرفة.
5. العنوان الرئيس في صُحُف الصباح: "وفاة چورچ ر. ر. مارتن مؤلِّف "أغنيَّة الجليد والنَّار" قبل كتابة نهاية السلسلة"
• كان ردُّ چورچ ر. ر. مارتن على هذا النوع من الدعابات (والتساؤلات الجادَّة التي طرحها مُتابعون كثيرون للسلسلة، من حيث ماذا لو...؟) ببساطة هو: "فَك يو!".
6. أحرقتُ الدُّمى رغم بكاء أطفالي. إنهم لا يُدرِكون سبب خوفي، لأنهم يحسبون أنه أنا الذي يُحرِّك الدُّمى في غُرفتهم كلَّ ليلة.
7. أجدُ صعوبةً في كتابة هذه الجُملة من خِطابي العاطفي.. خصوصًّا أنها لا تكف عن الحركة، ولأن السِّكِّين ليس حادًّا بما يكفي، ولأنه لم تعُد هناك مساحة كافية من الجِلد على وجهها أخطُّ رسالتي عليها.
8. بتردُّدٍ بدأتُ أتصفَّح موقعًا على الإنترنت مليئًا بصُورٍ لي وأنا نائم، وأدركتُ أنه في كلِّ لقطةٍ جديدة يدنو مُصَوِّري الغامض من فِراشي أكثر فأكثر.. الصورة المرفوعة ليلة أمس تُظهِر يده وقد رفعت لحافي عني.
9. مشكلة التسلُّل إلى خارِج المنزل بعد أن عاقبك أبواك بالحبس في غُرفتك، أنهما لن يعرفا أين يبحثان عنك أبدًا.. وعندما يعثرون على هذا الكهف أخيرًا ستكون قد لفظتَ آخِر أنفاسك بالفعل.
10. الضوء يتراقَص في المصابيح.. وأدفنُ رأسي في الوسادة كي لا أسمع الصراخ هذه المرَّة.
11. لأني نشأتُ في بيتٍ فيه الكثير من الكلاب والقِطَط، فقد اعتدتُ على صوت الخَدْشِ على بابي ليلاً.. أما الآن وقد صِرتُ أقيم وحيدًا، فالصوت أكثر إزعاجًا بكثير.
12. تقول أختى إن أمي قتلتها.. تقول أمي إن لا أخت لي.
13. ليتني أستطيع أن أتذكَّر من يكون هؤلاء الذين يقولون لي إنني مصابٌ بشيءٍ اسمه ألزهايمر.
14. عندما أطبقتُ على يدها في الأعماق المُظلِمة أخيرًا وبدأتُ أرتفع بها إلى أعلى، لم يخطُر لي أن الجليد يتجمَّد على السَّطح بتلك السرعة.
15. آخر شيءٍ رأيته هو المنبِّه يشير إلى 12:07، قبل أن تغرِس أظفارها الطويلة المتعفِّنة في صدري ويدها الأخرى تكتم صرخاتي.. أنتفضُ من نومي شاعرًا بالراحة لكونه مجرَّد كابوس، لأرى المنبِّه يشير إلى 12:06 وأسمع صرير الباب.
16. منذ سنواتٍ ظَهَرَ مقعد وحيد في منتصف القبو، ومهما وضعته في الرُّكن كان يعود إلى المنتصف من جديد.. استغرقتُ وقتًا طويلاً حتى لاحظتُ أنه يقع تحت مائدة غُرفة الطعام مباشرةً، كأن أحدًا اعتاد مُشارَكتنا الجلوس أثناء الأكل.
17. اليومَ عرفتُ أنني إدجار آلان پو.
18. «أعتذِر عن سؤالي الوقِح يا عزيزتي.. لكن لماذا تُلقين ظِلَّين؟»
19. أتعرف تلك الرَّعشة الغريبة التي تجتاح جسمك كله أحيانًا وأنت تغيب في النوم؟ لو كانت هناك كاميرا مُصوَّبة إليك، ورأيت ما التقطَته في تلك اللحظة، فلن تنام ثانيةً أبدًا.
21. بالأمس قال لي أبواي إنني كبرتُ جدًّا على مسألة أن تكون لي صديقة تخيُّليَّة.. اليوم صباحًا وجدوا جُثَّتها.
22. لم تنجَح الجراحة بالشَّكل المفهوم بما أن بصري لم يعُد لي، لكنها على الأقل تركتني ولديَّ القُدرة على تمييز الأثر الحراري لكلِّ شخص.. ثلاثة أسابيع مرَّت وما زلتُ لا أدري كيف أقول لأخي إنه لا يُصدِر أيَّ حرارةً على الإطلاق.
23. بعد سنواتٍ طويلةٍ جدًّا من العيش وحيدًا في هذا المنزل الرَّحِب أدركتُ شيئًا على حين غِرَّة.. لقد أغلقتُ في هذا المنزل أبوابًا أكثر بكثير مما فتحتُ!
24. إنه يُراقِبني منذ ساعات.. أحيانًا ألمح النَّزر اليسير من انعكاسه على شاشة الكومپيوتر، لكني لا أجرؤُ على الالتفات.
25. بعد محاولاتٍ يائسةٍ لتحريك أيِّ جزءٍ من جسده المشلول كي يُنبِّه أيًّا من الأطباء أو المُمرِّضات لأنه واعٍ قبل أن يفتحوا بطنه، رأى أن مُمرِّضة لاحظت أن بؤبؤيَّ عينيه يتحرَّكان، فمالت عليه هامسةً: أتحسب أننا لا نعرف أنك مستيقِظ؟
26. اليوم 42 منذ توقَّفت الصراصير عن البيات الشتوي.
27. إنهم يسكنون في الضوء، هو سِرُّ قوَّتهم وتفوُّقهم علينا.. وكي نقضي عليهم يجب أن تعود الأرض إلى عصر ظلامٍ جديد.
28. يقولون إن ممارَسة الابتسام أمام المرآة تجعل منك شخصًا أسعَد.. ليت انعكاسي يوافِقني على ذلك.
29. اليوم توقَّفت السِّكَّة الحديد عن العمل.. ثمَّة شيء ما في الأنفاق.
30. لا أخاف المقابر، فهي المكان الوحيد الذي لا تُطارِدني الأشباح فيه.
31. شعرَت بلفح ألسنة اللهب وهي تلتهم البيت الوحيد الذي عرفته.. وعندما خفت الصراخ ابتسمت لنفسها وقد صارت وحيدةً أخيرًا.
32. أترك صغيرتي تنام في سريري ليلاً، فما زلت أحب احتضانها على الرغم من رائحة جسدها الذي بدأ يتعفَّن.
33. افترضتُ عندما اشترينا المنزل أن الخدوش على باب القبو من الداخل كان مصدرها كلب.. هذا الصباح وجدتُ عددها وقد تضاعَف.
34. علِّق المرايا مرَّة أخرى.. إننا نفتقِد مراقبَتك.
35. جاء إلى بابي قُرب الغروب، ووضع يده الباردة على يدي وهمس أنه "رآه"، ثم خرَّ ميَّتًا.. المشكلة أننا ما زلنا لا ندري كيف غادَر المشرحة.
36. اكسر واحدةً من تلك الدُّمى المصنوعة من الپورسلين، وستجد بداخلها عظام رضيعِ جهيض مع بقايا الدُّود الذي مات جوعًا.
37. فكَّرتُ وهو يُقيِّدني إلى قضبان القطار أنني لست في مأزقٍ كبيرٍ حقًّا، فهذا الخط لم يعُد مُستعمَلاً منذ سنوات.. ثم إنه ابتسم وقال وهو يبتعد: بالضبط، لم يعُد أحد يأتي هنا على الإطلاق.
38. أستيقظُ فأشعرُ أن ثمَّة شيئا ما على غير ما يرام.. أنظرُ من النافذة لأرى الجميع واقفين يُحدِّقون في منزلي.
39. خُذ مرآة كبيرة نظيفة وقِف ثابتًا تمامًا لمدَّة دقيقتين وأنت تنظر في عينيك مباشرةً.. بعد مُدَّةٍ ستبدأ في الاعتقاد أن شخصًا غيرك يرمقك من الجانب الآخر.. وهذا صحيح تمامًا.
40. من كان يتخيَّل أن شخصيَّات المسلسل تتوقَّف عما تفعله وترمقني في ثباتٍ كلما أدرتُ ظَهري للشاشة، على الرغم من استمرار الحوار كما هو؟ الأكثر مدعاةً للرُّعب حقًّا أنه مسلسل كوميدي.
41. أني دُفِنتُ حيًّا، فهذا سيئ بما يكفي.. أني وجدتُ أنني لستُ وحيدًا في قبري، فهذا أسوأ بما لا يُقاس.
42. لطالما أحببتُ صورة جدَّتي هذه.. لكن لماذا تبدو كأنها تقترب أكثر من الكاميرا كلما نظرتُ إليها؟
43. اكتملت آلة الزمن، لكن هناك خطأ بسيطًا.. اكتملت آلة الزمن، لكن هناك خطأ بسيطًا.. اكتملت آلة الزمن، لكن هناك خطأ بسيطًا..
44. أنتِ آخر امرأة على وجه الأرض وتطرُقين على الباب.. لكن الرجل بالداخل لا يفتح.
46. كان حضور جنازته اليوم مخيفًا بحق.. لعل السبب هو الصرخات المكتومة المستمرَّة التي سمعتها، أو القلق من أن يُلاحِظ أحدهم بقايا التراب تحت أظفاري.
47. كان يستحق سُمعته كأمهر جرَّاحٍ في العالم فعلاً، فبين يدين أقل موهبةً لكنتُ قد متُّ منذ أسابيع وفررتُ من انتقامه.
48. تجاهلتُ صوت طرقات أخي على الباب وهو يُطالِبني بأن أسمح له بالدخول.. تجاهلتُها وأنا أرمقه نائمًا في سريره في غُرفتنا.
49. من الصعب محارَبة تلك الحاجة المُلحَّة إلى إيذاء نفسي.. راحتي الوحيدة في معرفتي أنني أستطيع إيذاء تلك الفتاة في حقيبة سيَّارتي بدلاً من ذلك.
50. تشي آثار الوحل على أقدام كلبي بأنه كان في المقابر مُجدَّدًا.. وتشي آثار الأقدام في الردهة بأنه لم يعُد وحده، لكن بلطتي معي هذه المرَّة.
51. تمدَّدتُ في فِراشي في ليلتي الأولى في بيتي الجديد.. وبدأتُ أغيب في النوم شاعرًا بالراحة والاطمئنان، عندما همس صوتٌ إلى جواري على الفِراش: متى فقدت بصرك؟
52. نظرتُ في عينيها وقلتُ إنني أحبُّها، ثم وضعتُ العينين بوعائهما الزجاجي على الرَّف مرَّة أخرى.
53. لا شيء يُعادِل وقع مئاتٍ من الأقدام الصغيرة التي تتحرَّك نحوك بمنتهى الثِّقة.. إنهم خارج الباب، ولسوف يخنقونك خنقًا ما لم تستيقِظ الآن.. الآن! استيقِظ الآن!
54. حاضر يا أمي، سأخلُد إلى النوم ولن أتكلَّم عن الرجل الذي يسكن خزانتي بعد الآن.. إنه ذاهبٌ إلى غُرفتك على كلِّ حال، أليس كذلك يا سيدي؟
55. لم يذكُر أيٌّ من الأطباء أنني سأشعر باليد التي بتروها تخنقني كلَّ ليلة.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)